حول عبق التاريخ

عبق التراث

إذا كنتَ واحداً ممن عاش في بلاد المشرق العربي، وتجوَّل بين أحيائها القديمة، وسار بين أزقتها وحواريها، فلا شك أنك ستكون ممن يستهويه هذا النوع من الفن التراثي العريق، ويستثير من نفسه مكنونات العواطف الجيّاشة والحنين إلى الماضي الجميل، وهو يستنشق عبق الفنّ المعماري الإسلامي الراقي الذي كان يوماً من الأيام ملءَ السمع والبصر،
والذي يعد من أهم المعالم الفلكلورية في المنطقة، وهو يمثل الشاهد الصادق على جميع التحولات الاجتماعية والحضارية التي مرّت بها البلاد لفترة زادت عن اثني عشر قرنا، وما زال بعضها يقاوم الزمن ويطاول ببهائه التطور العمراني.
وقد أصبح أكثرها آيلاً إلى السقوط والاندثار.

أما إن كنت من الجيل الجديد، ولم تدرك تلك الروعةَ، فالفرصة مواتية لتدرك ما فاتك، فقد وضعنا تلك الأحياء والأزقّة مصغَّرةً بين يديك، وجسدناها لك بأبعادها الثلاثية لتمتع ناظريك.
وجعلناها على هيئة جداريات فنية نفيسة جاذبة تثبتها في صالات منزلك ومجالس أضيافك أو من شئت أن تسحر عينيه بالسحر الحلال، تلمح فيها أدق التفاصيل لتحاكي روعة الفنّ المعماري الأصيل بكافّة أنماطه؛ الشناشيل البغدادية، والرواشين الحجازية، والمشربيات المصرية والشامية، كلّها تكاد تنطق بلا لسان، وتحدّثك عن مواطن الآباء والأجداد الطيبين الحِسان، وتنقل لك معيشتهم بكلّ تفاصيلها؛ بيوتها، مساجدها، جدرانها، حوانيتها، أبوابها، تذكرك بأثاثهم وفرشهم وأدواتهم، وتقف بك على أطلالهم، وتذكرك بالقصص والحكايا التي تناقلتها الأجيال عن البساطة والعفوية والوفاء والنبل.

فهي في الحقيقة مُتحف مصغَّر لحفظ التراث بين يديك.
صنعناها بأجود أنواع الخشب، لتتلائم مع الفخامة في الفكرة والتنفيذ، وتنسجم مع الواقع، بكل إبداعه وإتقانه.